20_04

كلمة رئيس جمعية اختصاصي المعلومات والمكتبات والتوثيق العراقية بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤل


   يعتبر توقيت اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في (23 نَيسان) من كل عام تاريخ رمزي في عالم الثقافة والأدب، كونه يوافق ذكرى وفاة عدد من الأدباء العالميين مثل وليم شكسبير، غارثيلاسو ديلا فيغا، و‌ميغيل دي ثيربانتس، إذ قررت اليونسكو منذ عام 1995)) الاحتفال بالكتاب وبمؤلفي الكتب، وخصصت هذا التاريخ (23 نَيسان من كل عام) لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي، ولتشجيع الناس عموماً والشباب على وجه خاص على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء دفعوا بالتقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية إلى الأمام.


   وتجدر الإشارة إلى أن نجاح اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف يعتمد بصورة رئيسية على الدعم الذي يتلقاه هذا الحدث من جميع الجهات المعنية (المؤلفون، والناشرون، والمعلمون، وأمناء المكتبات، والمؤسسات العامة والخاصة، والمنظمات غير الحكومية المعنية بالإغاثة الإنسانية، ووسائل إعلام الجماهير) التي تتم تعبئتها في كل بلد عن طريق اللجان الوطنية لليونسكو، وأندية اليونسكو ومراكزها ورابطاتها، وشبكة المدارس والمكتبات المنتسبة، وكل الأشخاص المتحمسين للمشاركة في هذا الاحتفال العالمي المخصص للمؤلفين والكتب.

   ويحتل الكتاب اهمية كبيرة في حياة العراقيين لما يمثله العراق من امتداد حضاري وتاريخي وباتت بغداد مركز اشعاع حضاري لكل الدنيا ، فعلى أرض العراق شيدت أقدم الحضارات وقدّم على مدى تاريخه نتاجات فكرية وعلمية استفادت منها البشرية جمعاء فيما بعد.


   إن الاحتفال بيوم الكتاب العالمي وحقوق المؤلف يعتبر استذكارا لكل المبدعين العراقيين، وإن تأكيد احتفال مكتبيي العراق ومثقفيه ودور النشر فيه بل وكافة مؤسساته الثقافية يؤكد عمليا أن بغداد مازالت مشعلا معرفيا عالميا وأن الذاكرة العراقية لا يمكن لها أن تتجاوز تاريخها العظيم، فهو يوم يستعيد فيه العراق مبادراتهم الثقافية وليثبتوا أنهم أقوى وأصلب من كل التحديات، ويعتبر الاحتفال بهذا اليوم تحولا حقيقا في اهتمام الشباب وتطورا ملحوظا في توجهاتهم المجتمعية رغم كل الظروف والتحديات التي واجهتهم ورغم كل المعوقات التي وقفت حائلا دون تقدمهم المعرفي، وهم إذ يجددون ذكرى الأجداد فإنهم يؤكدوا عمليا أن بغداد لازالت مشعلا معرفيا عالميا وأن الذاكرة العراقية لا يمكن لها أن تتجاوز تاريخها العظيم أو أن تتخلى عن مجدها الذي بناه الآباء العظماء الذي لهم الحق أن يفتخروا به ويعملوا على استعادته عمليا من خلال منهجية معرفية جديدة يؤسسون لها بهذه الممارسة الثقافية الكبيرة وهي الاحتفال بيوم الكتاب العالمي.


   ولغرض الحد من صعوبة العزل الاجتماعي والحجر الصحي ومع إغلاق المدارس في معظم أنحاء العالم ، يمكن أن نتوجه لقراءة الكتب في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى، بهدف توسيع الآفاق ولتحفيز قدراتنا الذهنية والإبداعية، ويمكن للقراء في كل أنحاء العالم التواصل ببعضهم بعضا ولتخفيف حدة الشعور بالوحدة من خلال تكوين جماعة ملتفة حول القراءات والمعرفة المشتركة.


   لذا فمن الممكن اعتبار فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا فرصة سانحة لإعلاء شأن القراءة وزرع بذورها وتحفيز مهاراتها لدى كافة فئات المجتمع وخاصة  فئة الأطفال.



أ.د.فائزة أديب عبدالواحد البياتي / رئيس جمعية اختصاصي المعلومات والمكتبات والتوثيق العراقية


جميع الحقوق محفوظة لجمعية أختصاصي المعلومات و المكتبات و التوثيق العراقية ©2015